كلمة فصيل طلبة اليسار التقدمي في مؤتمر 12 ل ج و ح ش م

8/18/2015 03:43:00 م unem-egp 0 تعليقات




كلمة فصيل طلبة اليسار التقدمي في مؤتمر الجمعية الوطنية 12
المنعقد بالقنيطرة أيام 8، 9، 10، 11 غشت 2015

تحية رفاقية عالية لرفيقاتنا ورفاقنا في الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين تحية نضالية لكل الهيآت الديمقراطية والتقدمية والمناضلين الشرفاء الحاضرون في هذا العرس النضالي
لنا الشرف والفخر - كفصيل طلبة اليسار التقدمي من داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب- أن نحضر معكم في هذه المحطة التنظيمية الهامة لإطاركم العتيد

رفيقاتنا رفاقانا في الجمعية الوطنية،

إن مؤتمركم الذي اخترتم له شعار "تنظيم قوي، نضال وحدوي واعي ومنظم للتصدي للسياسات الطبقية في ميدان التشغيل وتحصين المكتسبات التاريخية للشعب المغربي" ينعقد في ظل أوضاع تتسم على المستوى العالمي باستمرار الأزمة الاقتصادية كأزمة مركبة وبنيوية للنظام الرأسمالي العالمي، تسعى البلدان المعنية إلى تجاوزها بتحميل عواقبها للطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية (ضمنهم المعطلين) وشعوب البلدان التابعة عبر استنزاف خيراتها وإشعال الحروب وغيرها، وفي سياق محلي يتسم بهجوم النظام القائم على شعبنا وطبقاته الكادحة، الذي يتجلى في سن إجراءات لاشعبية على المستوى الاجتماعي تتمثل في غلاء المعيشة وتجميد الأجور وتصفية الخدمات العمومية (الصحة، التعليم..) وارتفاع معدلات البطالة وضرب القوت اليومي لجماهير شعبنا المسحوقة وقمع حركة النضال الشعبي وكل الإطارات والتنظيمات المناضلة (حركة 20 فبراير، الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الفراشة..).

الرفيقات، الرفاق،
لقد شكٌلت الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب أول إطار منظم ومستقل يناضل ضد البطالة ويلتحم بهموم الجماهير الكادحة، وكتجربة متواصلة أمدت النضال الجماهيري الديمقراطي بواجهة جديدة للصراع من خلال فرض الحق في التظاهر بالمسيرات والاعتصامات المطولة والإضرابات الطعامية والأشكال التعبوية من أجل الحق في الشغل والتنظيم الذي أطر النضال والإنتاج الأدبي للجمعية عبر مؤتمراتها الوطنية رغم شراسة القمع والمنع كطبيعة ملازمة للنظام المخزني العميل والذي اتخذ شكلا دمويا مع اختطاف وتعذيب واغتيال أيادي البطش الطبقي للشهيد مصطفى الحمزاوي دون الكشف عن قبره وعن القتلة المجرمين الذين لا زالوا يتمتعون بإفلاتهم من العقاب منذ 16 ماي 1993، والشهيدة نجية أدايا التي اختطفتها أيادي النظام الهمجية يوم 11 دجنبر 2000، بعدما فارقت الحياة تحت أقدام الجلادين وركلاتهم الموحشة، ثم الشهيد كمال الحساني الذي اغتالته أيادي الغدر يوم 27 أكتوبر من سنة 2011.

إن الجمعية الوطنية بحق حركة مكافحة تناضل من أجل مطالب مباشرة لجمهور المعطلات والمعطلين ومطالب ديمقراطية عامة تصطف من خلالها إلى جانب باقي الحركات المناضلة (العمالية، الحقوقية، النسائية..)، التي تصب جميعها ضمن النضال من أجل تغيير جذري يهدف إلى القطع مع القهر والقمع والاضطهاد ويهدف إلى بناء المجتمع البديل ينتفي فيه استغلال الإنسان لأخيه الإنسان وتسود فيه الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

الرفيقات والرفيق،
إن الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب تشكل رقما مهما في معادلة الصراع الطبقي الدائرة رحاه في بلادنا، فهي دعامة ورافد يقوي نضال الطبقة العاملة وعموم الكادحين في حربهم ضد أعدائهم الطبقيين، دون ادعاء أن تكون بمثابة قيادة لهم نظرا لطبيعة نضالها وتشكيلتها الاجتماعية وموقع المعطلين في دائرة الإنتاج. إذ لا تعدو العطالة بالأساس إلا أن تكون نتيجة للتناقض الحاد بين الرأسمال والعمل، وزوالها منظور لقلب البنيات القائمة.
ولأجله شكلت الجمعية واجهة نضالية على أرضية مطالب حاملي الشهادات المعطلين عن العمل، غير أنها لم ولن تكون معزولة عن الصراع العام من خلال مطالبتها بسياسة شعبية عادلة في ميدان التشغيل التي عجزت الحكومات المنصبة (حكومة الأحزاب الإدارية سابقا أو حكومة التناوب المخزني لاحقا وما بعدها). ومن خلال مساهمتها من أجل حق الشعب المغربي في تقرير مصيره السياسي، الاجتماعي، الاقتصادي والثقافي إلى جانب التنظيمات الديمقراطية والتقدمية المكافحة في إطار النضال الديمقراطي الجماهيري الذي لا يمكن فهمه خارج الاتصال اليومي الملموس بجانب الجماهير ومعها، والذي يستهدف الرفع من مستوى الوعي وتنظيم الجماهير لتنخرط بشكل أكبر في المسلسل النضالي وتنصهر فيه، وذلك من أجل تحقيق مصالحها الآنية والدفاع عن مكتسباتها، كما أن النضال الديمقراطي الجماهيري هو نضال مرحلي يتطور ويتحول وفق دينامية وتطور الصراع الطبقي وموازين القوى، وذلك سواء على مستوى البرنامج أو الأدوات، أو من حيث الأساليب والأشكال النضالية لكل مرحلة، في ارتباط وثيق بالاستراتيجية العامة لمشروع التغيير الديمقراطي الجذري للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.

لا يفوتنا –أيضا- أن نشير إلى الارتباط الكبير ''الطبيعي'' و''النضالي'' بين حركة المعطلين وإطارها المكافح الجمعية الوطنية والحركة الطلابية وإطارها العتيد أوطم، فالطلبة في ظل سياسات النظام التصفوية هم مشاريع جيوش من العاطلين، دون إغفال الدور المهم الذي لعبه الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كطاقة مغذية ومجددة لحركة المعطلين في إمداد الجمعية الوطنية بخيرة الأطر المناضلة في أحلك الشروط وفي ظل الحصار المفروض عليها، والتي ساهمت بشكل فعال في إعطائها البعد الكفاحي وربط نضالها بالنضال الجماهيري العام على أرضية مبادئ ومطالب حركة المعطلين.. فشعاركم هو شعارنا ومعركتكم هي معركتنا وأي استهداف لكم هو استهداف لنا أيضا ولشعبنا، فمهمة إعادة بناء أوطم مهمة ملحة لتجاوز واقع الأزمة والشتات الذي يبقى المستفيد الأول منه هو النظام القائم، ولحم صفوف الحركة الطلابية وتذويب الخلافات للتصدي للمخططات التخريبية، من خلال العمل الوحدوي بين كل المعنيين في منظمتنا العتيدة على أسس نضالية وكفاحية جماهيرية غير مهادنة وربط نضالاتنا (كطلبة وكمعطلين) بنضالات التلاميذ وشباب القرى والمداشر والأحياء الشعبية والعمال وعموم الكادحين، وجعل قضية البطالة تحتل موقعا داخل أي خطة أو برنامج عمل.

في الأخير نؤكد كفصيل طلبة اليسار التقدمي ومناضلات ومناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب دعمنا وتضامننا مع الجمعية الوطنية ونضالاتها واستمرارنا في النضال إلى جانبها والعمل على تطوير أشكال هذا االنضال، ومن أجل:
- حق الجمعية في الاعتراف القانوني وتمكينها من وصل إيداعها القانوني - حق الجمعية في استعمال القاعات العمومية والاعلام العمومي دون بتر وتشويه - حق الجمعية في التجمع والتظاهر والتعبير عن مطالبها المشروعة ، وايقاف والغاء كل المتابعات والمحاكمات الصورية في حق أعضائها . - اجلاء الحقيقة حول اغتيال الشهيد مصطفى الحمزاوي، فمنذ اختطافه واغتياله يومي 15 و16 ماي 1993 بمدينة خنيفرة لا زال قبر الشهيد مجهولا ولازالت الجمعية تطالب بالكشف عن قبره ومحاكمة الجناة.
- إطلاق سراح معتقلي الجمعية الوطنية أحمد البوعادي وبوشعيب الركبي وكافة المعتقلين السياسيين

نتمنى أن تكون أشغال مؤتمركم ناجحة ويكون النقاش مثمرا تنتج عنه خلاصات متقدمة ويمر في أجواء رفاقية ونضالية.
دمتم ودمنا للنضال أوفياء



عاشت نضالات شعبنا وقواه المخلصة المجد والخلود لشهداء الشعب المغربي الحرية لكافة المعتقلين السياسيين